علاج قناة الجذر: كيف تنقذ سنّك وتتخلّص من الألم

يُعد علاج قناة الجذر واحدًا من تلك الإجراءات التي لا يرغب معظم الناس في خوضها، ولكنهم يضطرون إليها من أجل إنقاذ أسنانهم التالفة أو المصابة بعدوى. ورغم سمعته السيئة التي تثير القلق لدى الكثيرين، فإن علاج العصب في الحقيقة هو إجراء فعال للغاية ويُخفف الألم، كما يساعد في الحفاظ على السن الطبيعي دون الحاجة إلى خلعه أو الخضوع لتدخلات أكثر تعقيدًا.هذا المقال سيتناول بشكل مفصل خطوات إجراء علاج العصب، الفوائد التي يقدمها، ولماذا يُعتبر من العلاجات الأساسية لصحة الفم والأسنان.ومن خلال هذا الدليل، ستفهم الأسباب الحقيقية التي تجعل علاج العصب خيارًا ذكيًا لإنقاذ أسنانك، وكيف أن بعض المراكز المتخصصة في تركيا قادرة على تقديم نتائج خالية من الألم بفضل خبرتها الكبيرة في هذا المجال.

ما هو علاج قناة الجذر (علاج العصب)؟

علاج العصب هو إجراء طبي يُستخدم لعلاج السن المصاب أو المتضرر من الداخل. فغالبًا ما تبدأ المشكلة عندما تمتد التسوسات العميقة أو الإصابات أو الشروخ إلى داخل السن، وتصل إلى منطقة تُعرف باسم اللب (pulp)، والتي تحتوي على الأعصاب والأوعية الدموية.
عند حدوث ضرر في هذا اللب، يُصاب المريض بألم شديد وانتفاخ، لأن المنطقة المصابة تصبح ملتهبة أو مليئة بالعدوى. والهدف من علاج العصب هو إزالة هذا اللب المصاب، وتنظيف الجزء الداخلي من السن، ثم إغلاقه بإحكام لمنع عودة العدوى إليه، مما يسمح للسن بالاستمرار في أداء وظيفته الطبيعية.

الأسباب الشائعة التي تستدعي علاج العصب:

• تسوس عميق وصل إلى لب السن.
• عدوى في لب السن أو الأنسجة المحيطة به.
• إصابة أو كسر في السن أدى إلى فتح الطريق أمام البكتيريا إلى الداخل.
• تكوّن خراج أو جيب صديدي حول جذر السن.

وإذا لم يتم علاج العدوى في الوقت المناسب، فقد تنتشر إلى اللثة أو عظام الفك، مسببة مضاعفات أكثر خطورة يصعب السيطرة عليها لاحقًا.

علامات تدل على أنك قد تحتاج إلى علاج العصب:

في حال شعرت بأي من الأعراض التالية، فقد تكون بحاجة إلى هذا العلاج:

• ألم شديد ومستمر في السن، يزداد عند المضغ أو الضغط عليه.
• حساسية مفرطة عند تناول المشروبات الساخنة أو الباردة.
• تغير لون السن إلى لون داكن أو أسود.
• تورم أو ألم عند منطقة الجذر المحيطة بالسن.
• ظهور بثور أو تورمات على اللثة بالقرب من السن المصاب.

وفي حال لاحظت أيًّا من هذه العلامات، يجب عليك زيارة الطبيب المختص بأقرب وقت ممكن. فكلما كان التدخل مبكرًا، زادت فرص نجاح العلاج وتجنب المضاعفات.

ماذا يحدث أثناء إجراء علاج العصب؟

رغم السمعة المنتشرة حول أنه مؤلم، فإن علاج العصب لا يختلف كثيرًا في مستوى الانزعاج عن إجراء حشو عادي، بل إنه يخفف الألم الناتج عن الالتهاب أو العدوى. إليك ما يحدث عادة خلال الجلسة:

1. الفحص بالأشعة والتقييم السريري:
يقوم الطبيب بفحص السن سريريًا وأخذ صور أشعة لتحديد مدى الضرر أو مدى انتشار العدوى.

2. التخدير الموضعي:
قبل بدء الإجراء، يتم تخدير المنطقة المحيطة بالسن المصاب حتى لا يشعر المريض بأي ألم أثناء العلاج.

3. تنظيف المنطقة المصابة:
يفتح الطبيب السن من الأعلى للوصول إلى اللب الداخلي، ثم يُزال اللب المصاب بالكامل باستخدام أدوات دقيقة، ويتم تنظيف وتعقيم القنوات الداخلية جيدًا.

4. حشو القنوات الجذرية:
بعد التأكد من تنظيف المنطقة تمامًا، يتم ملء القنوات بمادة طبية خاصة مثل "الجاتا بيركا" لمنع تسرب أي بكتيريا مستقبلًا، ويتم إغلاق السن بشكل محكم.

5. ترميم السن:
غالبًا ما يتم تركيب تاج (كراون) لحماية السن بعد العلاج، وإعادة وظيفته وشكله الطبيعي. هذا التاج يحافظ على المتانة والمظهر الجمالي للسن ليبدو طبيعيًا تمامًا.

فوائد علاج العصب (قناة الجذر)

علاج العصب يقدم مزايا كبيرة تجعله من أهم إجراءات الحفاظ على الأسنان:

• تخفيف الألم:
  بمجرد إزالة اللب المصاب، يزول السبب الأساسي للألم، ما يمنح المريض راحة شبه فورية.
• الحفاظ على السن الطبيعي:
  عوضًا عن خلع السن، يساعد علاج العصب في الحفاظ عليه، وهو أمر بالغ الأهمية من أجل مضغ الطعام، والنطق السليم، وتوازن الإطباق بين الأسنان.
• منع تفشي العدوى:
  بإزالة مصدر العدوى، يمنع العلاج البكتيريا من الانتشار إلى الأسنان الأخرى أو الأنسجة المحيطة.
• نتائج طويلة الأمد:
  إذا تم العناية بالسن بعد العلاج، فقد يبقى سليمًا ويعمل بكفاءة لسنوات طويلة جدًا.

العناية بعد علاج العصب

من الطبيعي الشعور ببعض الانزعاج بعد العلاج مباشرةً أثناء مرحلة الشفاء. لكن أغلب المرضى يتمكنون من العودة لحياتهم اليومية بشكل شبه فوري. وللحصول على أفضل النتائج، ينصح باتباع التعليمات التالية:

• تناول الأدوية الموصوفة من الطبيب بدقة، لتخفيف الألم وتجنب أي التهاب بعد العلاج.
• تجنب العض أو المضغ على السن المُعالج حتى يتم تركيب التاج النهائي، لأن السن قد يكون هشًا ومعرضًا للكسر.
• الاهتمام بالنظافة الفموية اليومية من خلال التفريش والخيط الطبي، وزيارة الطبيب بانتظام لمتابعة حالة السن المُعالج والأسنان المجاورة.

بمجرد تركيب التاج، يجب معاملة السن وكأنه طبيعي تمامًا. الفحوص الدورية ستساعد على ضمان استمراريته لسنوات طويلة.

علاج العصب أم خلع السن؟ أيهما أفضل؟

كثير من المرضى يتساءلون: "لماذا لا أخلع السن المصاب ببساطة بدل الخضوع لعلاج العصب؟"
والجواب أن الحفاظ على الأسنان الطبيعية هو دائمًا الخيار الأفضل. للأسباب التالية:

• الفعالية الوظيفية:
  السن الطبيعي أكثر كفاءة في المضغ والتحدث مقارنة بأي بديل صناعي.
• المظهر الطبيعي:
  حتى مع وجود تعويضات، لا شيء يضاهي الشكل الطبيعي للسن الأصلي.
• الحفاظ على العظم:
  خلع السن يؤدي مع الوقت إلى ضمور العظم المحيط، ما قد يؤثر على شكل الفك والوجه.

في بعض الحالات الشديدة، قد يكون الخلع ضروريًا، لكن الأغلب أن علاج العصب هو الخيار الأكثر أمانًا والأقل ضررًا على المدى البعيد.

تصحيح المفاهيم الخاطئة حول علاج العصب

توجد العديد من الأساطير التي تُحيط بعلاج قناة الجذر، مما يخلق انطباعًا غير دقيق. إليك أهمها:

الخرافة 1: علاج العصب مؤلم للغاية
الحقيقة: بفضل التخدير الموضعي وتقنيات الطب الحديث، فإن العلاج لا يسبب ألمًا حادًا، بل يُزيل الألم الذي سببته العدوى أساسًا.

الخرافة 2: من الأفضل خلع السن بدلًا من علاجه
الواقع: الحفاظ على السن الطبيعي يمنع الدخول في دوامة علاجات مستقبلية أكثر تعقيدًا وتكلفة مثل الزراعة أو الجسور.

الخرافة 3: علاج العصب يسبب أمراضًا أخرى
لا توجد أي أدلة علمية موثوقة تثبت أن علاج العصب يُسبب أمراضًا مزمنة أو مضاعفات صحية في أعضاء أخرى. بل هو إجراء آمن ومعتمد عالميًا.

الخلاصة

علاج قناة الجذر هو إجراء فعال وآمن لإنقاذ الأسنان التالفة أو المصابة بالعدوى. ورغم أن الكثيرين يخشونه، إلا أنه في الحقيقة يُخفف الألم ويمنع المضاعفات مستقبلاً. الحفاظ على السن الطبيعي من خلال علاج العصب يمنح المريض ميزة جمالية ووظيفية تدوم طويلاً.

وفي تركيا، حيث تُقدَّم العلاجات المتقدمة باستخدام أحدث الأجهزة الطبية وبمستوى عالٍ من الاحترافية، يمكن للمرضى الاستفادة من خبرات فرق متخصصة في هذا النوع من الإجراءات لضمان تجربة خالية من الألم ونتائج طويلة الأمد.

إذا شعرت بألم في أحد أسنانك أو شككت بوجود عدوى، لا تتردد في مراجعة طبيبك لبدء العلاج في الوقت المناسب. حافظ على ابتسامتك، وامنح أسنانك فرصة للبقاء معك طوال حياتك.

References

• Ali, A., Bhosale, A., Pawar, S., Kakti, A., Bichpuriya, A., & Agwan, M. A. (2022). Current trends in root canal irrigation. Cureus, 14(5). nih.gov
• Uysal, B. C., Ozkan, H. D., & Kocaturk, O. (2024). Postoperative evaluation of special needs and healthy patients with endodontic treatment under general anesthesia: a retrospective research. BMC Oral Health. springer.com
• Di Spirito, F., Pisano, M., Caggiano, M., Bhasin, P., Lo Giudice, R., & Abdellatif, D. (2022). Root canal cleaning after different irrigation techniques: an ex vivo analysis. Medicina, 58(2), 193. mdpi.com
• Pereira, T. C., Dijkstra, R. J. B., Petridis, X., Sharma, P. K., Van De Meer, W. J., Van Der Sluis, L. W. M., & De Andrade, F. B. (2021). Chemical and mechanical influence of root canal irrigation on biofilm removal from lateral morphological features of simulated root canals, dentine discs and dentinal tubules. International endodontic journal, 54(1), 112-129. wiley.com

مقالات مرتبطة بالموضوع

• المفاهيم الخاطئة الشائعة حول صحة الفم والأسنان
• حل مشكلة صرير الأسنان